الصخري g
06-01-2021, 04:00 PM
بعد وفاة السيدة فاطمة بنت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، تزوّج بعد ستة أشهر أو أكثر سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بخولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ( من بني حنيفة ) فولدت له ولداً سمّاه ( محمداً ) ، فهو ( محمد بن علي بن أبي طالب ) رضي الله عنهما غير أنَّ الناسَ أرادوا التفريقَ بينه وبين ذرية سيدتنا فاطمة - رضي الله عنها - فسمَّوه ( محمد بن الحنفية )
واشتُهر بها أبداً - رضي الله عنه - ، ولم يكن يكبُرُه أخواه الحسن والحسين - عليهما السلام - بأكثر من عشرة أعوام .
ونشأ سيدنا محمدُ بن الحنفية رضي الله عنه نشأةَ أبيه فروسيةً وبطولةً وشدّةً وشكيمةً ، فكان أبوه يُقحِمه في الشدائد والمعارك
فقال له بعضهم يوماً : لِمَ يُقحمك أبوك في مواطن لا يُقحم فيها أخويك الحسن والحسين ؟
فكان جوابه عجباً من الفصاحة الهاشمية ، قال :
لأن أخَوَيَّ هما عينا أبي وأنا يده ، فهو يقي عينيه بيديه ؛ فتأمّل كيف تجاوز حظّ نفسه ، وكيف فضّل أخويه ، وكيف التمس العذر لأبيه ، وكيف لم يسقط في فخ النميمة ، وتأمّل عبارته وإيجازها وإعجازها .
وقع بينه وبين أخيه الحسن خلافٌ ، فكتب إليه
( أمّا بعد ، فإنّ اللهَ تعالى فضّلك عليّ ، فأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، وأمي امرأة من بني حنيفة ، وجدُّك لأمّك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصفوة خلقه ، وجدّي لأمي جعفر بن قيس ، فإذا جاءك كتابي هذا فتعال إليّ وصالِحْني حتى يكون لك الفضلُ عليَّ في كلِّ شيْءٍ )
فلما بلغ كتابُه أخاه الحسنَ - رضي الله عنه - بادر إلى بيته وصالحه.
سبحان الله ، ذرِّيَّةً بعضُها من بعض ، وعجبٌ في التربية ، فقد كان فَطِناً إلى درجة أن جعل الفضلَ كلَّه لأخيه ، ولم يبادر هو إلى مصالحة أخيه حتى لا يكون له الفضلُ عليه ، وأعطاه فرصةً لذلك ، ونبّههُ على فضل السبق ، وأدبه هذا ليس مجرد أدب الأخ مع أخيه الأكبر ، بل كان أدباً مع ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلَّم -
فليتنا نأخذ قبساً من هذا الطهر والتربية النبوية
رضي الله عنه وعن إخوته وكل الآل الأطهار والصحابة الأبرار ، ما تعاقب الليل والنهار
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
واشتُهر بها أبداً - رضي الله عنه - ، ولم يكن يكبُرُه أخواه الحسن والحسين - عليهما السلام - بأكثر من عشرة أعوام .
ونشأ سيدنا محمدُ بن الحنفية رضي الله عنه نشأةَ أبيه فروسيةً وبطولةً وشدّةً وشكيمةً ، فكان أبوه يُقحِمه في الشدائد والمعارك
فقال له بعضهم يوماً : لِمَ يُقحمك أبوك في مواطن لا يُقحم فيها أخويك الحسن والحسين ؟
فكان جوابه عجباً من الفصاحة الهاشمية ، قال :
لأن أخَوَيَّ هما عينا أبي وأنا يده ، فهو يقي عينيه بيديه ؛ فتأمّل كيف تجاوز حظّ نفسه ، وكيف فضّل أخويه ، وكيف التمس العذر لأبيه ، وكيف لم يسقط في فخ النميمة ، وتأمّل عبارته وإيجازها وإعجازها .
وقع بينه وبين أخيه الحسن خلافٌ ، فكتب إليه
( أمّا بعد ، فإنّ اللهَ تعالى فضّلك عليّ ، فأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، وأمي امرأة من بني حنيفة ، وجدُّك لأمّك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصفوة خلقه ، وجدّي لأمي جعفر بن قيس ، فإذا جاءك كتابي هذا فتعال إليّ وصالِحْني حتى يكون لك الفضلُ عليَّ في كلِّ شيْءٍ )
فلما بلغ كتابُه أخاه الحسنَ - رضي الله عنه - بادر إلى بيته وصالحه.
سبحان الله ، ذرِّيَّةً بعضُها من بعض ، وعجبٌ في التربية ، فقد كان فَطِناً إلى درجة أن جعل الفضلَ كلَّه لأخيه ، ولم يبادر هو إلى مصالحة أخيه حتى لا يكون له الفضلُ عليه ، وأعطاه فرصةً لذلك ، ونبّههُ على فضل السبق ، وأدبه هذا ليس مجرد أدب الأخ مع أخيه الأكبر ، بل كان أدباً مع ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلَّم -
فليتنا نأخذ قبساً من هذا الطهر والتربية النبوية
رضي الله عنه وعن إخوته وكل الآل الأطهار والصحابة الأبرار ، ما تعاقب الليل والنهار
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .