أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
سبب نزول سورة الناس هو نفس سبب نزول سورة الفلق، إذ نزلت لتكون رقية للرسول -عليه الصلاة والسلام-، بسبب قصة غلام من اليهود كانَ يخدم الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فجاء اليهود إلى هذا الغلام وطلبوا منه شيئًا من مشاطة النبيّ -عليه السلام- وبعضًا من أسنان مشطه، فأعطى هذا الغلام
لرجلٍ اسمه لبيد بن الأعصم ما أخذَه من أثر الرسول كي يعمل له سحرًا، فسحر رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وكان سحره على ما أخذ من مشط الرسول -عليه السلام- من أسنان بالإضافة إلى المشاطة، ومعقود في إحدى عشر عقدة وغرز هذه العقد بالإبر، حيث دسّ هذا السحر في بئر يقال لها بئر ذروان
فمرض الرسول -عليه السلام- مرضًا شديدًا لمدة ستة أشهر، وانتثر شعر رأسه. وروي عن ابن عباس : مرض رسول الله مرضاً شديداً فأتاه ملاكان ، فقعد أحدهما عند رأسه والأخر عند رجليه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما ترى ؟ قال : طُبَ ، قال وما طُبَ ؟ قال : سُحِرَ ، قال ومن سَحَرَهُ؟
قال : لُبُيد ابن الأعصم اليهودي ، قال : أين هو ؟ قال في بئر آلِ فلان تحت صخرة في كرية ، فأتوا الركية فانزحوا مائها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية واحرقوها ، فلما أصبح رسول الله ، بعث عمار بن ياسر في نفر ، فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء ، فنزحوا الماء ، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة. سورة الناس ( 6 آيات) و سورة الفلق (5 آيات) 5+6=11 ,لتفك 11 عقدة.
ثبت علميًا أن تلاوة القرآن الكريم وترتيله والاستماع إلى آياته والإنصات لها يعزز القوى العقلية، وأن الترددات العقلية الصادرة عن أصوات تلاوة القرآن الكريم يجعل العقل يصدر سلسلة من الترددات والطاقات تعرف علميًا باسم «موجات العقل» فإذا كنت حقًا تريد تزويد عقلك بالموجات الصوتية الغذية استمع للقرآن الكريم وأنصت جيدًا لآياته وراقب جيدًا كيف تزداد قواك العقلية، وكيف تصبح مبدعًا في تفكيرك.
🍃التعليق:
1- أنزل الله عز وجل القرآن للتَّدبر والتَّذكر، وليكون هاديًا الناسَ للدين الصحيح القائم على التوحيد وتعظيم الرب عزَّ وجلَّ، فقال تعالى عن التَّدبر: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] وقال عن التَّذكر: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [الإسراء: 41] وقال:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] وجمع الأمرين بقوله: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29] وأما هدايته للناس ففي قوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9]، وكان من أهم آثاره في النفوس والتي يجب أن تكون في المقصد الأول لقارئه ومستمعه هي إشارته تعالى في قوله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21] فتأمل كيف ذكر خشوع الجبل لو أنزل عليها القرآن، ثم ختم الآية ببيان حكمة هذه الأمثال في تنبيه الناس وحضهم على التفكر فيها واكتشاف الغاية من ضربها، فكأنه يقول: إذا كان هذا الجبل المتصلب المتحجر يخرُّ خاشعًا من خشيته تعالى لو أنزل عليه القرآن، لما فيه ـ أي: القرآن ـ من الحق ومن معرفة الله وصفاته، وما يستحقه من التعظيم والتمجيد وغير ذلك، فأنت أيها الإنسان أولى وأحرى أن تكون هذه حالك وهذا مطلبك ومقصدك، بما أعطاك من التمييز والإدراك والإرادة والاختيار، وأين خلقك من خلق الجبال!
2- لم تكن من طريقة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ولا من طريقة أصحابه رضي الله عنهم ولا من طريقة أهل القرون المفضلة، ترغيب النَّاس بهذه الطرق المبتدعة المناقضة لطريقتهم، التي تقدس المنافع الدنيوية للعبادات، وترفعها إلى مستوى الغايات جاعلةً من الدِّين مجموعة من الوصفات الطبية لإصلاح الحالة الصحية والنفسية للفرد والمجتمع، وهي في حقيقتها بعيدة كل البعد عن المعاني الحقيقية التي من أجلها أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتب، قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164].
3- إن ما تحمله هذه الدعوات من ربط العبادات بالمنافع الدنيوية، واغفال ذكر المقصد الأصلي منها، يجعل هذه العبادات الشريفة وسائل وليست غايات في نفسها.
4- لم ينزل الله تعالى القرآن لأجل هذه الفوائد التي قد تحصل تبعًا وهي في نفسها ليست مقصودة لذاتها، وهي بالكاد قد يشار إليها عند ذكر فوائد القرآن ومقاصد قراءته وتدبره ـ إن صحت طبعًا ـ. والله أعلم.
سُميت بذلك لأمرين : الأمر الأول أن الله أخلصها لنفسه فليس فيها إلا الكلام عن الله سبحانه وتعالى وصفاته والثاني أنها تُخلص قائلها من الشرك.
جاء في سبب نزول سورة الإخلاص أن رهطاً من أحبار اليهود ذهبوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك (أي ما هي صفاته هل يأكل أو يشرب ؟) أو انسب لنا ربك (أي اذكر نسب ربك )فأنزل الله سبحانه وتعالى سورة الإخلاص .