قديم 09-20-2024, 09:14 AM
المشاركة 13
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) [ق : 21]
( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) أي : ملك يسوقه إلى المحشر ، وملك يشهد عليه بأعماله .
هذا هو الظاهر من الآية الكريمة . وهو اختيار ابن جرير ، ثم روي من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن يحيى بن رافع - مولى لثقيف - قال :
سمعت عثمان بن عفان يخطب ، فقرأ هذه الآية : ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) ، فقال : سائق يسوقها إلى الله ، وشاهد يشهد عليها بما عملت .
وكذا قال مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد .

وقال مطرف ، عن أبي جعفر - مولى أشجع - عن أبي هريرة : السائق :
الملك والشهيد : العمل . وكذا قال الضحاك والسدي .

وقال العوفي عن ابن عباس : السائق من الملائكة ، والشهيد الإنسان نفسه ، يشهد على نفسه .
وبه قال الضحاك بن مزاحم أيضا .

قديم 09-20-2024, 09:14 AM
المشاركة 14
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) [ق : 22]

وحكى ابن جرير ثلاثة أقوال في المراد بهذا الخطاب في قوله : ( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )

أحدها : أن المراد بذلك الكافر .
رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس . وبه يقول الضحاك بن مزاحم وصالح بن كيسان .

والثاني : أن المراد بذلك كل أحد من بر وفاجر ; لأن الآخرة بالنسبة إلى الدنيا كاليقظة والدنيا كالمنام .
وهذا اختيار ابن جرير ، ونقله عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس .

والثالث : أن المخاطب بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبه يقول زيد بن أسلم ، وابنه .
والمعنى على قولهما : لقد كنت في غفلة من هذا الشأن قبل أن يوحى إليك ، فكشفنا عنك غطاءك بإنزاله إليك ، فبصرك اليوم حديد .
والظاهر من السياق خلاف هذا ، بل الخطاب مع الإنسان من حيث هو ، والمراد بقوله :
( لقد كنت في غفلة من هذا ) يعني : من هذا اليوم ، ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) أي : قوي ; لأن كل واحد يوم القيامة يكون مستبصرا حتى الكفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على الاستقامة ، لكن لا ينفعهم ذلك .
قال الله تعالى : ( أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا ) [ مريم : 38 ].
وقال تعالى : ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ) [ السجدة : 12 ] .

قديم 09-20-2024, 09:14 AM
المشاركة 15
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) [ق : 23]
يقول تعالى مخبرا عن الملك الموكل بعمل ابن آدم : أنه يشهد عليه يوم القيامة بما فعل.
ويقول : ( هذا ما لدي عتيد ) أي : معتد محضر بلا زيادة ولا نقصان .

وقال مجاهد : هذا كلام الملك السائق يقول : هذا ابن آدم الذي وكلتني به ، قد أحضرته .

وقد اختار ابن جرير أن يعم السائق والشهيد ، وله اتجاه وقوة .

قديم 09-20-2024, 09:15 AM
المشاركة 16
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) [ق : 24]
فعند ذلك يحكم الله سبحانه تعالى ، في الخليقة بالعدل فيقول : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد )

وقد اختلف النحاة في قوله : ( ألقيا ) فقال بعضهم : هي لغة لبعض العرب يخاطبون المفرد بالتثنية ، كما روي عن الحجاج أنه كان يقول : يا حرسي ، اضربا عنقه ، ومما أنشد ابن جرير على هذه اللغة قول الشاعر :

فإن تزجراني - يابن عفان - أنزجر وإن تتركاني أحم عرضا ممنعا

وقيل : بل هي نون التأكيد سهلت إلى الألف . وهذا بعيد ; لأن هذا إنما يكون في الوقف ، والظاهر أنها مخاطبة مع السائق والشهيد ، فالسائق أحضره إلى عرصة الحساب ، فلما أدى الشهيد عليه ، أمرهما الله تعالى بإلقائه في نار جهنم وبئس المصير .

( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) أي : كثير الكفر والتكذيب بالحق.
( عنيد ) : معاند للحق ، معارض له بالباطل مع علمه بذلك .

قديم 09-20-2024, 09:15 AM
المشاركة 17
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ) [ق : 25]
( مناع للخير ) أي : لا يؤدي ما عليه من الحقوق ، ولا بر فيه ولا صلة ولا صدقة.
( معتد ) أي : فيما ينفقه ويصرفه ، يتجاوز فيه الحد .

وقال قتادة : معتد في منطقه وسيرته وأمره .

( مريب ) أي : شاك في أمره ، مريب لمن نظر في أمره .

قديم 09-20-2024, 09:15 AM
المشاركة 18
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ) [ق : 26]

( الذي جعل مع الله إلها آخر ) أي : أشرك بالله فعبد معه غيره.
( فألقياه في العذاب الشديد ) . وقد تقدم في الحديث : أن عنقا من النار يبرز للخلائق فينادي بصوت يسمع الخلائق : إني وكلت بثلاثة ، بكل جبار ، ومن جعل مع الله إلها آخر ، وبالمصورين ثم تلوى عليهم .

قال الإمام أحمد :
حدثنا معاوية - هو ابن هشام - حدثنا شيبان ، عن فراس عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
" يخرج عنق من النار يتكلم ، يقول : وكلت اليوم بثلاثة : بكل جبار ، ومن جعل مع الله إلها آخر ، ومن قتل نفسا بغير نفس . فتنطوي عليهم ، فتقذفهم في غمرات جهنم " .

قديم 09-20-2024, 09:16 AM
المشاركة 19
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) [ق : 27]
( قال قرينه ) : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وغيرهم : هو الشيطان الذي وكل به.
( ربنا ما أطغيته ) أي : يقول عن الإنسان الذي قد وافى القيامة كافرا ، يتبرأ منه شيطانه ، فيقول : ( ربنا ما أطغيته ) أي : ما أضللته.
( ولكن كان في ضلال بعيد ) أي : بل كان هو في نفسه ضالا قابلا للباطل معاندا للحق .
كما أخبر تعالى في الآية الأخرى في قوله :
( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) [ إبراهيم : 22 ] .

قديم 09-20-2024, 09:16 AM
المشاركة 20
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@

( قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ) [ق : 28]
وقوله : ( قال لا تختصموا لدي ) يقول الرب عز وجل للإنسي وقرينه من الجن ، وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق فيقول الإنسي :
يا رب ، هذا أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني .
ويقول الشيطان : ( ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد ) أي : عن منهج الحق .
فيقول الرب عز وجل لهما : ( لا تختصموا لدي ) أي : عندي.
( وقد قدمت إليكم بالوعيد ) أي : قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل ، وأنزلت الكتب ، وقامت عليكم الحجج والبينات والبراهين .




الانتقال السريع



الساعة الآن 06:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2019, Jelsoft Enterprises Ltd.