أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
[SIZE=18px][COLOR=rgb(147, 101, 184)]( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ..[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]كان رحمة لكل الناس ..
رحمة لأصحاب الأمراض ..
رحمة للمخطئيين ..
رحمة للعصاة .. رحمة
وكان من رحمته أن يعيش مع الأزمات وأصحابها .. يأخذ بيد هذا .. ويعالج هذا .. ويصبر على هذه ..
ينزع فتيل الأزمة حتى لا تنفجر في الجميع .. فكان على يده نجاة المجتمع بأكلمه من حرب واقفة على الأبواب ..
يعلم صلى الله عليه وسلم كيف تكون حالة يعاني الإنسان في أزمته فتعامل بكل كيانه معها يساعد صاحبها ويحنو عليه حتى يخرج مما هو فيه
[COLOR=rgb(84, 172, 210)]قصة وضع الحجر الأسود :[/COLOR]
لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمساً وثلاثين سنة ـ قبل بعثته بخمس سنوات ـ،
اجتمعت قريش لتجديد بناء الكعبة لِما أصابها من تصدع جدرانها، وكانت لا تزال كما بناها إبراهيم ـ عليه السلام ـ
رضما(حجارة) فوق القامة، وقد تم تقسيم العمل في بناء الكعبة بين القبائل، وتولت كل واحدة منها ناحية من نواحي الكعبة،
فجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود دبَ الشقاق بين قبائل قريش،
فكل يريد أن ينال شرف رفع الحجر الأسود إلى موضعه، وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم،
حتى جاء أبو أمية بن المغيرة المخزومي فاقترح عليهم أن يحكّموا فيما اختلفوا فيه أول من يدخل عليهم من باب المسجد الحرام،
فوافقوا على اقتراحه وانتظروا أول قادم، فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما إن رأوه حتى هتفوا:
هذا الأمين، رضينا، هذا محمد، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر، فقال : ( هلمّ إليَّ ثوبا )، فأتوه به فوضع الحجر في وسطه ثم قال :
( لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ) ففعلوا، فلما بلغوا به موضعه أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه
ثم ابن خمس وثلاثين حضر بناء بيت الله إذ بنى الحجر[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]بيده الكريمة الزكية صلى عليه خالق البرية
[COLOR=rgb(147, 101, 184)]يقول العلامة د . علي جمعة :[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]
" كان عليه السلام بفطنته ينهي منازع الخلاف بشكل قاطع, مع حماية المجتمع الإسلامي من آثار الأزمة,
بل يعمل على الاستفادة من الموقف الناتج عن الأزمة في الاصلاح والتطوير, واتخاذ اجراءات الوقاية لمنع تكرار الأزمة أوحدوث أزمات مشابهة لها.
وإنك لتري آثار هذه الحكمة في تلك المعالجات في السيرة النبوية الشريفة قبل البعثة وبعدها " .
[COLOR=rgb(26, 188, 156)]وهنا يقول ابن هشام في سيرته :[/COLOR]
" أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكان عائذ أسن قريش كلها ؛ قال :
يا معشر قريش ، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ، ففعلوا .[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]
[COLOR=rgb(147, 101, 184)]فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛[/COLOR]
فلما رأوه قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمد ؛ فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ،
قال صلى الله عليه وسلم : هلم إلي ثوبا ، فأُتي به ، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده . ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا ،
ففعلوا : حتى إذا بلغوا به موضعه ، وضعه هو بيده ، ثم بنى عليه " ..
[COLOR=rgb(84, 172, 210)]ويعلق فضيلة العلامة د علي جمعة على ذلك :-[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]
" وبهذا التفكير السليم والرأي الصائب حسم صلى الله عليه وسلم الخلاف بين قبائل مكة,
وأرضاهم جميعا, وجنب بلده وقومه حربا ضروسا شحذت كل قبيلة فيها أسنتها "
[/COLOR]
[COLOR=rgb(26, 188, 156)]ظهرت حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ،[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]
فقد كان ـ صلوات الله وسلامه عليه -
ذا عقل راجح، وحكمة بليغة، ظهرت في مواقف كثيرة من حياته قبل وبعد بعثته،
وقد كانت طريقة حله للنزاع والخلاف موفقة وعادلة وحكيمة، ومن ثم رضي بها الجميع، وحقنت دماء كثيرة، وأوقفت حروباً طاحنة .
[COLOR=rgb(147, 101, 184)]وقد حصل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك أمران:[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)][COLOR=rgb(147, 101, 184)][/COLOR]
[COLOR=rgb(26, 188, 156)]الأول:[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)] إنهاء الخصومة ووقف القتال المتوقع بين قبائل قريش،
[COLOR=rgb(26, 188, 156)]والثاني:[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)][COLOR=rgb(26, 188, 156)][/COLOR]حصوله هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]
على شرف وضع الحجر الأسود بيديه الشريفتين في مكانه من البيت،
وهذا من توفيق الله لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وبيان لفضله وعلو منزلته،
فحاز النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشرف الذي كادوا يقتتلون عليه جميعاً،
وهذه من أول المقدمات للتكريم،
ومن اعترافات قريش له ـ
صلى الله عليه وسلم ـ بأنه الأمين .
[/COLOR]
[COLOR=rgb(147, 101, 184)]ثم إن قبول قريش لتحكيمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ،[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]
وشهادتهم له بأنه "الأمين"،
يُعد من أسباب إقامة الحُجة عليهم،
فرِضَى جميع قبائل العرب في مكة بحكمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في قضية وضع الحجر الأسود،
[COLOR=rgb(147, 101, 184)] وشهادتهم له بأنه الصادق الأمين،[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)][COLOR=rgb(147, 101, 184)][/COLOR]
تكشف عن مدى الحقد والكبر والعناد الذي امتلأت به أفئدة هؤلاء أنفسهم بعد أن جاءهم بالرسالة من عند الله،
وأخذ يبلغها إليهم، ويدعوهم إلى الله، فقابلوه بالعناد والإيذاء ـ[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)] رغم علمهم واعترافهم بصدقه وأمانته،
وحسن صفاته وجميل أخلاقه ـ، وقالوا:
{ [COLOR=rgb(84, 172, 210)]لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ[/COLOR] }[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)](الزخرف: من الآية31)،
وصدق الله ـ عز وجل ـ حيث قال عنهم وعن أمثالهم ممن يكذبون رسول الله ولا يؤمنون به:
{[COLOR=rgb(84, 172, 210)] فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ[/COLOR] }[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)](الأنعام: من الآية33) .
[ATTACH type="full" width="401px"]941[/ATTACH]
[/COLOR]
[COLOR=rgb(147, 101, 184)]الحجر الأسود حجر من الجنة[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]نزل به جبريل عليه السلام ليصير أشرف أجزاء الكعبة المُكرمة
ومعلوم أن أول بيت وُضع للناس في الأرض لعبادة الله هو الكعبة
قال الله تعالى:
[COLOR=rgb(26, 188, 156)] {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ[/COLOR]} (آل عمران:96)،[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]وأول من بنى الكعبة إبراهيم الخليل وولده إسماعيل ـ عليهما السلام ـ،
كما قال الله تعالى:
[COLOR=rgb(147, 101, 184)]{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}[/COLOR] (البقرة:127) .[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]وعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
([COLOR=rgb(84, 172, 210)] نزل الحجر الأسود من الجنة[/COLOR] ) رواه الترمذي .[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]
[COLOR=rgb(147, 101, 184)]الحجر الأسود أصله من الجنة وسيعود إليها[/COLOR]
فقد روى البيهقي في السنن، والطبراني في الكبير وغيرهما واللفظ للطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[/COLOR]
[COLOR=rgb(84, 172, 210)]الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره،
وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ.[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]وورد بألفاظ مختلفة وصحح الألباني بعضها في السلسلة.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=18px][COLOR=rgb(41, 105, 176)][COLOR=rgb(147, 101, 184)]وروى الأزرقي في تاريخ مكة:[/COLOR]
ليس في الأرض من الجنة إلا الركن[COLOR=rgb(84, 172, 210)][/COLOR][COLOR=rgb(0, 0, 0)]الأسود[/COLOR] و[/COLOR][COLOR=rgb(84, 172, 210)]المقام[/COLOR][COLOR=rgb(41, 105, 176)]، فإنهما
[COLOR=rgb(184, 49, 47)]جوهرتان[/COLOR] من[COLOR=rgb(26, 188, 156)][/COLOR][COLOR=rgb(184, 49, 47)]جوهر[/COLOR][COLOR=rgb(26, 188, 156)] الجنة[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله عز وجل.
وذكر أن آدم عليه السلام لما هبط من الجنة أصابته وحشة عظيمة وشوق شديد إلى الجنة، واشتد ولهه بها
فأنزل الله تعالى الحجر من الجنة ليستأنس به ويخفف ما به من الشوق إليها
[/COLOR]
[COLOR=rgb(147, 101, 184)]وبعد ما من الجنان نزلا === آدم واشتاق إليها أنزلا رب الورى الحجر الأسود له
يؤنسه لما اعتراه الوله وكان في الكعبة كالمرايا === فسودت بياضه الخطايا[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)][/COLOR]
[COLOR=rgb(26, 188, 156)]وقال الأزرقي في تاريخه:[/COLOR]
[COLOR=rgb(41, 105, 176)]إن الحجر الأسود سيعود إلى الجنة في آخر الزمان،
وروى بسنده عن عبد الله بن عمرو:
أن جبريل عليه السلام نزل بالحجر من الجنة وأنه وضعه حيث رأيتم،
وأنكم لم تزالوا على خير ما دام بين ظهرانيكم،
فتمسكوا به ما استطعتم فإنه يوشك أن يجئ فيرجع به من حيث جاء به