أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
ما الأمثال إلّا مقولات ذات مغزىً وتحمل بين طيّاتها العظة والفائدة، والإيجاز من غير حشو أو إطالة هو أهم مميزات الأمثال،
مع عمق في المعنى وكثافة في الفكرة، وقد توارثتها الأمم مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل عبارة محكمة البنية بليغة،
شائع استعمالها عند طبقات المجتمع كافة، وإذ يلخّص المثل حكاية عناء سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة،
فقد حظي عند الناس بثقة تامّة، فصدّقوه ذلك أنّه يُهتدى به في حلّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة من معضلة قديمة، وتلك المعضلة القديمة آلت إلى عبرة لا تُنسى،
وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تُغني عن رواية ما جرى هي الأمثال
[COLOR=rgb(44, 130, 201)]“شر السير الحقحقة”[/COLOR]
تراث العرب زاخر بالأمثال المشهورة، والحكم العظيمة، والتي تناقلتها الأجيال، وعلى الأغلب الأمثال ترتبط بقصة قد حدثت في الماضي،
فقد نجد الأمثال في الشّعر، وكذلك نجد أنّ بعضها قد قيل بشكل مباشر بسبب حدوث قصّة ما، وانتشر المثل وتناقلته الأجيال،
والمثل الذي بين أيدينا هو: [COLOR=rgb(226, 80, 65)]“شرّ السّير الحقحقة”[/COLOR]، والحقحقة هي أرفع السّير وأتعبه للظهر، ويقال أيضًا : هي كفّ ساعة، وإتعاب ساعة.
قصة مثل: “شرّ السير الحقحقة” يُحكى أن أوّل من أطلق مثل: “شرّ السّير الحقحقة”، هو المطرف بن عبد الله بن الشّخير،
وأمّا حكاية المثل، أنّ المطرف بن عبدالله بن الشّخير، قال لابنه، لما اجتهد في العبادة: “خير الأمور أوساطها، وشرّ السّير الحقحقة”،
فصارت مقولة: “شرُّ السَّير الحَقحقة” مثلًا معروفًا. ذكر مثل: “شرّ السّير الحقحقة” في أقوال العلماء رُوي عن الحسن قوله:
” إنَّ هذا الدِّين دينٌ واصب، وإنَّه مَن لا يصبر عليه يدعه، وإنَّ الحقَّ ثقيل، وإنَّ الإنسان ضعيف“، وكان يُقال: “ليأخذ أحدكم مِن العمل ما يطيق ،
فإنَّه لا يدري ما قَدر أجله، وإنَّ العبد إذا ركب بنفسه العنف، وكلَّف نفسه ما لا يطيق، أوشك أن يسبب ذلك كلَّه، حتى لعلَّه لا يقيم الفريضة،
وإذا ركب بنفسه التَّيسير والتَّخفيف، وكلَّف نفسه ما تطيق كان أكيس“، أو قال: “كان أكثر العاملين، وأمنعها مِن هذا العدو”، وكان يُقال: “شرُّ السَّير الحَقحقة”.
[HEADING=2][COLOR=rgb(44, 130, 201)]عصبة حرير على غطا زير[/COLOR][/HEADING]
معنى مفردات مثل: “عصبة حرير على غطا زير” أمّا العَصبَة، بفتح العين، وتسكبن الصّاد، فيريد بها العرب: خِمارًا مخطّطًا زاهي الألوان،
له أهداب في طرفه يوضع على الرأس، ويرسل باقيه على الظّهر، ولا يستعمله أحد إلّا النّساء المقيمات في القرى،
وأمّا الزّير، بكسر الأوّل، فيُقصد به خابية الماء.
أمّا المعنى المقصود من ضرب مثل: “عصبة حرير على غطا زير”،
[COLOR=rgb(147, 101, 184)] فهو أنّ الثّوب الفاخر يلبسه من لا يستحقه، فيظهر بمظهر فخم، ولكن لا طائل تحته.[/COLOR]
فيما يُحكى عن حكاية مثل: “عصبة حرير على غطا زير” ،أنّ رجلًا ثريًّا جدًّا عاش في إحدى القرى في زمان بعيد،
غير أنّه كان بخيلًا جدًا كذلك، وكانت عنده بنت وحيدة، إلّا أنّها قبيحة بشعة، وذات طباع سيّئة أيضًا
، وفي يوم عند تجوّل تلك الفتاة في سوق القرية، لشراء ثوب من الحرير قامت الفتاة بوضع الثّوب على رأسها،
لتكشف ملاءمة ألوان الثوب مع لون بشرتها وشكلها، وخلال ذلك شاهدت إحدى عجائز القرية هذا المشهد،
فما كان منها إلّا أن قالت: “عصبة حرير على غطا زير”، فصارت مثلاً تناقلته الألسن، وكانت العجوز تقصد من ذلك،
أنّ تلك الفتاة القبيحة ترتدي ما لا تستحقه، سواء في شكلها أو سوء طباعها.