عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2024, 11:39 AM
المشاركة 4
نسر الغابة
Junior Member
  • غير متواجد
Post
#فضائل عمر بن عبدالعزيز (4):

قال مالك بن دينار رحمه الله: يقولون: مالك زاهد، أي زهد عندي، إنما الزاهد عمر بن عبدالعزيز، أتته الدنيا فاغرة فاها فتركها، وقالوا: ولم يكن له سوى قميص واحد، فكان إذا غسلوه جلس في المنزل حتى ييبس، وقد وقف مرة على راهب فقال له: ويحك عظني، فقال له: عليك بقول الشاعر:

تجرّد من الدنيا فإِنَّك إِنَّما ** خرجت إِلى الدنيا وأنتَ مُجَرَّدُ

قالوا: فكان يعجبه ويكرره، وعمل به حق العمل.

• قالوا: ودخل على امرأته يومًا فسألها أن تقرضه درهمًا، أو فلوسًا يشتري له بها عنبًا، فلم يجد عندها شيئًا، قالت له: أنت أمير المؤمنين وليس في خزانتك ما تشتري به عنبًا؟
فقال: هذا أيسر من معالجة الأغلال والأنكال غدًا في نار جهنم.

• وكان له سراج يكتب عليه حوائجه، وسراج لبيت المال يكتب عليه مصالح المسلمين، لا يكتب على ضوئه لنفسه حرفًا.

• قال مقاتل بن حيان: صليت وراء عمر بن عبدالعزيز فقرأ: "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ".
فجعل يكررها وما يستطيع أن يجاوزها.

• قالت امرأته فاطمة: ما رأيت أحدًا أكثر صلاة وصيامًا منه، ولا أحد أشد خوفًا من ربه منه، كان يصلي العشاء ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه، ثم ينتبه فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه.

• قالت: ولقد كان يكون معي في الفراش؛ فيذكر الشيء من أمر الآخرة فينتفض كما ينتفض العصفور في الماء، ويجلس يبكي، فأطرح عليه اللحاف رحمة له، وأنا أقول: يا ليت كان بيننا وبين الخلافة بعد المشرقين، فوالله ما رأينا سرورًا منذ دخلنا فيها.

د. أمين بن عبد الله الشقاوي.