عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2024, 08:57 AM
المشاركة 4
جاروط
نجوم الغابة العربية
  • غير متواجد
Post
تفسير ابن كثير
@@@@@@@

( أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) [ق : 6]
يقول تعالى منبها للعباد على قدرته العظيمة التي أظهر بها ما هو أعظم مما تعجبوا مستبعدين لوقوعه : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ) ؟ أي : بالمصابيح.
( وما لها من فروج ) . قال مجاهد : يعني من شقوق .
وقال غيره : فتوق .
وقال غيره : من صدوع . والمعنى متقارب ، كقوله تعالى :
( الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) [ الملك : 3 ، 4 ] أي : كليل ، أي : عن أن يرى عيبا أو نقصا .

( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق : 7]
وقوله : ( والأرض مددناها ) أي : وسعناها وفرشناها.
( وألقينا فيها رواسي ) وهي : الجبال ; لئلا تميد بأهلها وتضطرب ; فإنها مقرة على تيار الماء المحيط بها من جميع جوانبها.
( وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) أي : من جميع الزروع والثمار والنبات والأنواع.
( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) [ الذاريات : 49 ] ، وقوله : ( بهيج ) أي : حسن نضر .

( تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ) [ق : 8]
( تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ) أي : ومشاهدة خلق السماوات [ والأرض ] وما جعل [ الله ] فيهما من الآيات العظيمة تبصرة ودلالة وذكرى لكل عبد منيب ، أي : خاضع خائف وجل رجاع إلى الله عز وجل .