عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2023, 06:06 PM
المشاركة 12
- رِمـٓال
Junior Member
  • غير متواجد
Post
[COLOR=rgb(184, 49, 47)]غربان تأبى الرحيل 🇸🇾[/COLOR]

ملف مرفق 92888

في مكان بعيد داخل زنزانة مظلمة طولها متر بمتر و لعرضها زد متر ثانٍ؛ تنبعث هنا رائحة الموت قبل رائحة العرق.
متكدسون فوق بعض كالاسماك داخل علبة السردين، يتسابقون فيما بينهم من منهم ينجو بالموت.
دخل عليهم طويل القامة تنبعث منه رائحة الدماء يجر معه دبوس تتشعب منه اسنان شائكة معدنية صوت الصرير ملأ المكان..
جاء بديلاً عن ملك الموت يعيشهم جحيم الدنيا قبل الآخرة، لا إراديا إرتعشت تلك الاجساد تنتفض و كأن سكرة الموت حلت عليهم.
انكمشوا على بعضهم كجسد واحد، من كان يقول الموت أرحم!!! و تلك العصا المعدنية بوابةٌ لجحيم مستمر.
هنا ينجو من مات و يموت من نجا، ضرب باب الزنزانة و بقوة بالعصا و فتحه.
يصرخ بصوت مرعب: الليلة أمسية من منكم؟! ذرف ذاك المسن دموعه حسرة على ما يعيشونه من رعب، لا يوجد باسلٌ هنا الكل يرفض طريقة الموت لا الموت.
بدأ ذاك السجان و بضجر يضربهم يحاول تفريق ما بينهم: ما بكم؟ لا أحد هنا يريد تسليتي؟!
وقعت تلك العصا المعدنية على رأس ذلك المسن لتنهش تلك الاسنان الشائكة رأسه، صرخ صوت يكاد يصل عنان السماء، وهو يدعوا الله ربي إن مسني الضر وانت ارحم الراحمين، ربي اجعل هذا الألم فقط نصيبي لهذه الليلة.
اندفع سجين من بينهم نحو عصا السجان و بكل قوة يسحبها، قبل أن يعيد الضربة على رأس المسن مرة أخرى.
دفعه و بكل يأس نحو الارض ليرفع الشاب السجين تلك العصا و يضرب بها السجّان و يصرخ بكل حقد و دموعه تسقط: الليلة أنت أمسيتنا.
ضربة و بكل ما أوتي من قوة وهو يصرخ أعاده الكرة مرة مرتين او اكثر من خمسين لعل يشفي الله صدره ولو قليلا.
رمى تلك العصا بكل تعجب ينظر الى يديه بعينين جاحظة ماذا فعلت! و الدماء اغرقت ثوبه و ملأت المكان.
رفع بصره قليلا لينظر الى وجه السجان الذي اختفت ملامحه من شده الضرب و تآكل وجهه من تلك العصا.
دخلت دورية الحرس على صوت الضجيج الى الزنزانة مسرعين...
وقف الشاب و بكل استسلام يبتسم بجنون يصرخ: يا عالم ملك الموت ماااات.
ركض الحراس نحو جثه ذاك السجّان ليتاكدوا من الخبر.
صرخ حارس من الحرس: امسكوا ذاك المتمرد سوف أشهده سكرات الموت عزرائيل لم يمت بعد والله لأجعلنّك عبرة للعالمين.
امسك الحارس تلك العصا المعدنية ليضرب بها السجين حتى سقط على الأرض وهو يضحك و بهستيريا شديدة: اضرب بقوة فلن أموت.
ضرب الحارس السجين الشاب مرات متتالية على صدره و رأسه، و السجين يصرخ من آلام و يخاطب ذاك المسن المنعكف على نفسه من الرعب يغطي رأسه المصاب بين يديه و يضم رجليه: أيا صقر أنَف ذلة الخرفان ونحن الذين بأسرهم غربان.
انكمش المسن على نفسه اكثر لعل لا أحد من الحرس ينتبه اليه..
انهال الحرس جميعهم يسحقون الشاب بين اقدامهم ليكتموا صوت الأمل ذاك فهو اكثر ما يقلقهم.

[COLOR=rgb(44, 130, 201)]بقلمي✍️[/COLOR]

[COLOR=rgb(44, 130, 201)]
هنا لا ابالغ و لن اصل لوصف بشاعة ما يجري داخل تلك السجون.
[/COLOR]
[COLOR=rgb(44, 130, 201)]يؤسفني ان اتابع قصصهم من خلف تلك الكتب و الشاشات[/COLOR]💔