عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2023, 04:05 PM
المشاركة 9
جلينار
Junior Member
  • غير متواجد
Post
من الذاكرة
تشعر بدغدغات في أنفها تتهرب منها ولكن عبثاً فهي لا تتوقف حاولت إبعادها ولا فائدة، زفرت بغضب وفتحت عينيها بنعاس ، كادت أن تصرخ عليه، لكن ملامح الغضب تلاشت :مازن... أنت مازن، رباه لقد عدت بخير _ وقفزت تحتضنه_ مازن ياعزيزي عدت كيف... ماذا تفعل هنا ..


و أسئلة كثيرة عكس عادتها.


أبتسم بسرور على تحولها العجيب، دائما ماكانت تصرخ عليه ولكن اليوم مختلفة أنها سعيدة بوجودة


:يا سلامة قلبي لقد عدت وفقط، لا تسألي كيف،فقط هيا بنا لنلعب قليلاً ونلهو.....سأسبقك الى الاسفل غيري ثيابك وتعالي.


أنهى كلامه بأبتسامة حنونة.


خرج وأغلق الباب خلفه....


بأبتسامة تترقبه حتى أغلق الباب وذهب نعم لقد ذهب تسمع خطواته المتجهة الى غرفته التي تمثل أخر غرفة في المنزل كله..


ألتفتت الى مرآتها تتفقد وجهها بوضعية الابتسام همست لنفسها:عجباً لِما تبتسمي، ماعهدتك هكذا، لِما ياسلمى تتبسمين بهذا الشكل، تبدين سعيدة حد اللامعقول... "تغيرت ملامحها وتحولت الى جمود"لكني أفضل هذا الوجة أكثر.
وقفت ونظرت الى الباب، رفعت خصلات شعرها المتناثرة على وجهها حتى منتصف رأسها، ثم فكرت في سرها :مازن مابك... لماذا تبدو أنحف بكثير من قبل، ماذا فعل بك الجيش... يجب أن أعرف كل شيء.



،



،



،


جهزت نفسها بعدما أستحمت وغيرت ثيابها... خرجت متجهة صوب غرفة مازن... وكعادتها تدخل دون استئذان وهي تصرخ :ماز.. لم تكمل كلماتها، توقفت عندما رأته يغير ملابسه، حيث كان مرتدي بنطالاً ويحاول ارتداء القميص بصعوبة.
نظرت اليه بخوف بلعت ريقها مما رأت ولكن سرعان ما عدلت ملامحها وألتفتت الى الخلف قائلة :عذراً لم أكن أعلم أنك تغير ملابسك.

"في لحظات سريعة لمحت مافي جسده وعدلت ملامحها" .
التفت لها بعد أن أرتداء القميص بأستفسار :وماذا حدث -حقاً تغيرت-كنتِ تدخلي هكذا من قبل ولكنكي لا تخجلي بل تغضبي وتخبريني ألاأغيرها هنا... تقدم اليها... ماذا هناك يا سلمى.
.
شعرت أنه أحس بخوفها ولكنها لاتريد أن تسأله الان عما رأته في ظهره.. بهدوء قالت:لا شيء.. هيا يجب أن تسرع لنلحق باللعب . . همم وأيضاً أحتاج الى بعض التدريبات العسكرية .
رفع حاجبه بتعجب:لا تقولي لي أنك ستلتحقي بالجيشألم تعارضي علي عندما ألتحقت بهم...
سلمى بسخرية :لا لن ألتحق بهم فأنت تعلم كم أبغضهم ، ولكني أحب التدريبات بشدة، وأيضاً قد أحتاجها يوماً ما.
أبتسم تدريجياً حتى أرتفعت ضحكته المرهقةشعرت بقلق وكأنه مريض يحاول ضبط نفسه سكت واردف بهدوء :أجل.. أجل سوف تحتاجيها لا محاله، لذلك يجب أن تكوني مستعدة (يربت على رأسها بحنان ) سلامتي يجب أن تكوني قوية جداً..وجداً لتتغلبِِ على الخطر .

تنظر بتأمل لكلماته وتفحص لملامحه المرهقة كيف سوف تخرج أخباره وهو شخص متكتم جداً ، قالت بإستفسار: خطر، أي خطر تتحدث عنه.... أليس هذا غريب،تتكلم اليوم بغموض تام، هلا اوضحت لي قليلاً الخطر من أي جانب.
ضحك عليها، وقال بمزح :لا شيء غريب ألا ثرثرتك، لماذا تتكلمي كثيراً وتغيري ملامحكِ بسهولة..عجباً عهدتكِ هادئة عابسة طيلة الوقت،أخبريني من غيركِ.


التفت متجهة الى الباب هامسة :لم أتغير ولكن اريد أن أعرف سرك هذة المرة…ـ التفت اليه من جانب الباب ـ هيا أسرع أيها البطيء ، وسأخبرك بمن تعرفت ولا تتفاجأ . قالت كلماتها الاخيرة عندما رأت التفاجأ في عينيه ، خرجت تمشي بهدوء تفكر عن خطة تجعله يتكلم . . .

ينظر الى حيث وقفت بحزن،وفجأة بدأ بنوبة سعال أنتهت بعد لحظات ليست بقليلة أنزل يده ونظر لها فتح عينيه حتى حدودها بصدمة _بهذه السرعة... يبدو أنه لم يعد امامي الكثير من الوقت.
.

.

.
عودة الى الحاضر…


تتحرك في نومها والعرق يتصبب منها يبدو أنها تحلم بشيء يرعبها.
مـازن :قالتها بصرخة عالية دوت في المكان ، حاولت أن تهدأ وضبطت أنفاسها ، تلفتت في المكان أنها غرفة بها بعض أجهزة الطب وأدوية،كان المكان مقلوب وكأنه تأثر من القصف، حاولت الحراك ولكنها لم تقدر على ذلك من الالم، تفحصت أضلاعها يبدو أنها مكسورة وهذا مايمنعها تنفست بغضب:تباً... تباً وهل ينقصني هذا أيضاً..

ضربت بيدها على الفراش لكنها أحست بشيء بقربه نظرت الى جهته باستغراب أنه لؤي يغض في نومه، يبدو عليه التعب الشديد،أبتسمت عليه يذكرها بمازن بأهتمامه بها...

مازن اه من مازن أشتاق له كثيراً...... ماهذا الحلم الغريب، هل كان تذكرة ام ماذا، بتذكر لاحداث الحلم (لقد كان يستنجد بها مازن وهو يعاني_سلمى ساعديني..أدفئيني اني اتجمد برداً أدفيء روحي ياسلامتي _وبين الكلمة والاخرى كان يسعل دماء وتسيل من انفه وكان يغطيها عندما يسعل بيده ثم يمدها اليها ويهرع بأتجاهها ولكنه لا يصل رغم انه يركض وهي ثابتة تحاول أن تمسكه لكن جسدها لا يتحرك وكأن الحركة تقيدها لا تساعدها، وجسدها يثقل )... وضعت يدها على رأسها وأغمضت عينيها بقوة مرددة بلسانها اسمه بصوت خافت :مازن.. مازن.. مازن.. بدأت بأشغال غضبها ، لولا دخول سوسن الذي قطع تفكيرها:سلمى ... لقد استيقظتِ.. أخيراً... الحمدلله... الحمدلله(بفرح ترددها والدموع تسيل على خديها). تنظر لها بأبتسامة هادئة :سوسن مابالك..اهدئي عزيزتي أني بخير..فقط مجرد خدوش وبعض الرصاصات …وحركت يدها المصابة مما جعل سوسن تخاف اكثر عليها وصرختبأنتتوقف …انظري أني بخير.
بفرح تحتضن سلمى وبصوت فرح تقول:كم مضى من الوقت منذو لقائنا الاخير عزيزتي ، تتذكر أصابة سلمى وتبتعد عنها.
قرابة شهرين :قالتها بنظرة متألمه مرتجفة أحست سوسن بألمها،رغم قوتها ألا انها ماتزال أنسانة ضعيفة تشعر ، تنهدت بضيق على حالهم وماآلت اليه الامور..


.
.
بدأت بفحص جسد سلمى وغيرت الضمادات .

سوسن بهدوء :حسناً...هذا جيد تبدين أحسن حالاً من أيام مضت .
فتحت عينيها العسلية بغضب :ماذا قلتي من أيام…ك بقيت نائمة هنا ومن احضرني، كيف وصلت اليك.
تناظرها بحزن تستمع لأسئلتها الغاضبة بهدوء:سلمى أهدئي انها مجرد خمسة أيام …أعتبريها راحة جسدك المنهك…أماعن وصولكِ الي فقد كان لؤي، وجد مجموعتك في طريقه اليك وقد كانوا في حاله يرثاء لها.
سلمى بقهر من حالهم :حسناً اذا هل توقفت الحركات ، كم الخسائر من صفوفنا …هل حدث شيء في غيابي …حدثيني لأعلم ماذا أفعل لاحقاً.
أرادت أن تتكلم وتجيب عن أسئلتها الكثيرة ولكن قطعهما لؤي بحركاته فينومه، مما جعلهما تنظرا له ويسكتا لبعض الدقائق.
سلمى تنظر اليه بتعجب كيف أستطاع النوم وسط هذاالازعاج الناجم منها _حسناً يبدو أنه مرهق بشدة يبدو كذلك انه يسهر كثيراً.
قطعت تفكيرها سوسن قائلة وهي تنظر الى لؤي :لم يترككِ أبداً،حتى أنه كان يذهب في حركات و هجمات، وعندما يعود يتجه اليكِ يقرأ بعض الايات القرانية…ويساهرك طوال الليل-نظرت اليها بحزن - لقد خاف عليكِ بشدة حتى أن الخوف ظهر في ملامحه.
تستمع بصمت حتى أنهت حديثها وتكلمت بهدوء: يبدو أنه أزداد أهتماماً بالدين، هذا جيد له، حسناً اذا الحركات لم تتوقف جيد (حاولت النهوض لكن سوسن منعتها بسبب الاصابة :لا، لا تتحركِ فهذا خطر عليك قد يؤذيــ...
قطعت كلماتها سلمى بهدوء :لا تقلقي فلا تؤثر علي بعض الاصابات فأنا لدي هدف يجب أن أحققه.

تحاول النهوض بقوة شديدة حتى تصبب العرق من وجهها، أسرعت سلمى في الامساك بها ومساعدتها في النهوض قائلة : حسناً لن امنعك من هذا... ولكن سأذهب لاخبر وسن وايهم انك استيقظتِ.. انتظري هنا.
سلمى تحاول الوقوف باستقامة :حسناً لكن أولاً اريد ارتداء ملابس اخرى هلا احضرتها لي من فضلك.

سوسن بأبتسامتها المعتادة: لكِ ذلك. سأساعدك اولاً لتجلسي على الكرسي...


اومأت سلمى رأسها بلا…ذهبت سوسن لتحضر الملابس، بينما سلمى تحاول واقفتاً تمرين يدها التي تشعرها بآلم لا يطاق، ضاقت من حالها : رباه ساعدني في تحمل هذا العباء … متى سوف أتحرر،



وكم من الأعباء تحملت

وكم من روح ميتة

حملتها على أكتافها

لتأخذها معها الى أنتقامها

وتفتح لها أبواب الحرية المنتظرة



.


.


يجب أن اتعافي بسرعة.. تدوس الارض بأقدامها التي ترتجف من الالم الشديد، ولكنها لا تريد اظهار المها.......

.

.


«نص ضائع »
انهى كلامه بابتسامة حنونة، خرج وأغلق الباب خلفه،
سرعان ماتغيرت الابتسامة الى حزن : سلمى أين قوتك، اين القسوة في عينيك ، من غيرك لم يكن يجب ان تتغيري ، هل تغيرتي بسبب كلماتي.... سحقاً لهم سوف ياتون قريباً ، ونحن لم نعد عدادنا ،
يتمتم وهو يتجه الى غرفته بكلمات غريبة كهذه...

دخل غرفته متوجه الى سريره،حيث رمي بنفسه عليه بتعب بدون خلع ثيابه الثقيلة ،ويشعر بالم وكأن عظامه تتهشم، مالبث قليلاً حتى دخل نوبة من السعال جعلته يقف من سريره بقوة... بعد ان توقفت النوبة وقف متوجه الى المرآة، خلع سترته ورفع كنزته ليرى علامات وكدمات قد ظهرت في ظهره و جوانب جسده ....يبدو أن أجلي قد أقترب، يجب أن أسرع.
.
.
.
لنا لقاء في الجزئية الثانية من البارت


~دمتم بخير~