![]() |
السؤال:
[COLOR=rgb(61, 142, 185)]الجنة الموعودة تختلف عما رأى النبي آدم عليه السلام ، فأي الجنان رآها آدم عليه السلام ؟ وما النصوص الشرعية الواردة في ذالك ؟ الجواب : الحمد لله أولا : الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم عليه السلام ، كما في قوله تعالى : ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) البقرة/ 35 ، هي جنة الخلد ، التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة برحمة الله . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " الْجَنَّةُ الَّتِي أَسْكَنَهَا آدَمَ وَزَوْجَتَهُ ، عِنْدَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ : هِيَ جَنَّةُ الْخُلْدِ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (4 /347) . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الصواب أن الجنة التي أسكنها الله- تعالى - آدم وزوجه هي الجنة التي وعد المتقون ؛ لأن الله - تعالى - يقول لآدم : ( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) ، والجنة عند الإطلاق هي جنة الخلد التي في السماء " . انتهى من " مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (2 /51) . ومن الأدلة على ذلك ما يلي : - قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) البقرة/ 34 - 36 ، فقوله : ( وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) بعد قوله : (اهْبِطُوا) دليل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا فِي الْأَرْضِ ، وَإِنَّمَا أهبطوا إلَى الْأَرْضِ ؛ فَإِنَّهُمْ لَوْ كَانُوا فِي الْأَرْضِ وَانْتَقَلُوا إلَى أَرْضٍ أُخْرَى ، كَانْتِقَالِ قَوْمِ مُوسَى مِنْ أَرْضٍ إلَى أَرْضٍ : لَكَانَ مُسْتَقَرُّهُمْ وَمَتَاعُهُمْ إلَى حِينٍ فِي الْأَرْضِ ، قَبْلَ الْهُبُوطِ وَبَعْدَهُ " . انتهى من " مجموع الفتاوى" (4 /347) .
- جاءت الجنة معرّفة بلام التعريف في جميع المواضع ، ولا جنة يعهدها المخاطبون ويعرفونها إلا جنة الخلد ؛ فقد صار هذا الاسم علما عليها بالغلبة ، كالمدينة والبيت والكتاب ونظائرها ، فحيث ورد لفظها معرفا : انصرف إلى الجنة المعهودة المعلومة في قلوب المؤمنين ، وأما إن أريد به جنة غيرها ، فإنها تجيء منكَّرة أو مقيدة . وينظر للاستزادة : " مجموع الفتاوى " (4/347-349) ، " حادي الأرواح " (ص19-25) . ثانيا : أما ما رواه البخاري (3244) ، ومسلم (2824) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ ( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ) فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) " . فمعناه : أن في الجنة من النعيم ما لم تره عين ، ولا سمعت به أذن ، ولا خطر على قلب بشر ، ولا ينفي ذلك أن يكون فيها ما رأته عين . قال ابن الجوزي رحمه الله : " اعْلَم أَن الله عز وَجل وعد الصَّالِحين من جنس مَا يعرفونه من مطعم ومشرب وملبس ومنكح وَغير ذَلِك ، ثمَّ زادهم من فَضله مَا لَا يعرفونه فَقَالَ: ( مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت ولَا خطر على قلب بشر ) " . انتهى من " كشف المشكل " (3/ 433) . وروى أبو داود (4744) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ لِجِبْرِيلَ : اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا ... ) الحديث . وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " . قال العراقي رحمه الله : " فَقَدْ دَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَطْلَعَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى مَا أَعَدَّ لِعِبَادِهِ فِيهَا، فَقَدْ رَأَتْهُ عَيْنٌ ؟! قُلْت : الْجَوَابُ عَنْهُ مِنْ أَوْجُهٍ : أَحَدِهَا: أَنَّهُ تَعَالَى خَلَقَ فِيهَا بَعْدَ رُؤْيَةِ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أُمُورًا كَثِيرَةً لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ وَلَا غَيْرُهُ ، فَتِلْكَ الْأُمُورُ هِيَ الْمُشَارِ إلَيْهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ . ثَانِيهَا : أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَعْيُنِ وَالْآذَانِ : أَعْيُنُ الْبَشَرِ وَآذَانُهَا ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ ( وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ) ؛ فَأَمَّا الْمَلَائِكَةُ : فَلَا مَانِعَ مِنْ اطِّلَاعِ بَعْضِهِمْ عَلَى ذَلِكَ . ثَالِثُهَا : أَنَّ ذَلِكَ يَتَجَدَّدُ لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ " . انتهى من " طرح التثريب " (8/ 274) ، وينظر: " فيض القدير" للمناوي (2/ 467) . والله أعلم .[/COLOR] |
[COLOR=rgb(85, 57, 130)]اللهم ارزقنا الجنه وما يقرب اليها من قول وعمل يارب العالمين يارب يرزقنا الجنه صحبه أختي الجميله جزاك الله كل السعاده والخير على الآختيار الجميل --[/COLOR] |
جزاكم الله خير
يا رب نسألك الجنة وما تقرب إليها من قول أو عمل . . . / |
الساعة الآن 04:56 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir