تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المولد النبوي الشريف


جلينار
09-27-2023, 04:44 PM
مولد النبي نور على نور:
وُلد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، حيث أضاء بحسنه مكة المكرمة التي وُلد فيها، فكان بشرى لأمه آمنة بنت وهب، وخير خلف لأبيه الهاشمي المتوفى عبد الله بن عبد المطلب ومصدر فخر وسرور لجدّه عبد المطّلب الذي تبنّاه بعد وفاة أمه، ثم ولّى أمره لعمه أبي طالب من بعده.
.
.
فاض الشوق إليك فماذا نقدم في ميلادك؟

في يوم مولد النبي العظيم يُقدّم المسلمون له صلواتهم وحبهم ودعاءهم بأن ينالوا شفاعته يوم القيامة، وأن ينالوا شرف رؤية وجهه الكريم، فالنبي الأعظم يرتوي من يرى وجهه بالخير والإيمان والطمأنينة، ويشعر القلب بالخير يملأ جنباته لمجرد أن يتذكره، لهذا فإنّ اتباع سيرته وسنته هي أعظم ما يُمكن أن يُقدمه المسلمون في يوم ميلاده العظيم الملهم لهم جميعًا.
.
.
كما تُعقد حلقات الذكر في المساجد، فيما تعلو بعض الترنيمات بالمدائح النبوّية العذبة، وتُنصبُ الخيام التي تعجُّ بأصناف الحلويات والسكاكر، ويُرى الخلق متزاورين حاملين أصنافًا شتى منها كلٌ وفقًا لعاداته وتقاليده المتعارف عليها، فهذا (المشبّك) ببهجة ألوانه وحلاوة طعمه يبهج الناظر ويسرُّ الآكِل. في هذا اليوم العظيم يُستحسن الذكر، والإكثار من الصلاة على الشفيع لنيل شفاعته يوم الدين، كما يجب أن تُستغل هذه الذكرى بكل ما هو مفيد من عمل الخير على اختلافه، فتُقدّم الصدقات وتُستذكر الأحاديث النبوية الشريفة والسنن، ويُجمع الأطفال على فيضٍ من المواقف النبويّة السمحة ليتعرفوا على نبيِّهم وهادي أمتهم أكثر، ويتلمَّسون حلاوة أخلاقه بقلوبهم؛ ليقتدوا به.
.
.

جلينار
09-27-2023, 04:47 PM
مولد النبي فرصة لاستذكار سيرته العطرة ميلادك يا نبي الله ليس يومًا عاديًا ولن يكون، إذ تكمن أهميته بأنّه يومٌ لميلاد أمة وهي أمة الإسلام التي فضلها الله تعالى على كلّ الأمم، وجعل شعارها التوحيد وشهادة أنّ لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله، ويا له من نورٍ وشرف عظيم ينتمي فيه المسلم إلى أعظم نبي. في يوم ميلادك نستذكر سيرتك العطرة وأخلاقك الحسنة، فأنت قدوتنا في الصدق والأمانة والإحسان والصبر والشجاعة والرحمة، فصبرك على أذى قريش، وإحسانك لجارك اليهودي الذي كان يُؤذيك، وعطفك ورحمتك بالأطفال والمسلمين، وغيرها من المواقف دليل على أنّك خير الناس لحمل رسالة سماوية عظيمة، صدق الشاعر أحمد شوقي عندما قال:[١]
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ
حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
ولادة نبي الأمة كانت مليئةً بالعبر والدروس الكثيرة، ويكفي أنّ الله تعالى جعل هلاك من أرادوا هدم الكعبة في العام الذي وُلد فيه النبي العظيم، وأمطرهم بحجارة من سجين، وفي يوم مولده أشرقت الأرض بنور ربها، وفاض النور في جميع مكة وما حولها ابتهاجًا بقدومه، لقد كان يومًا عظيمًا يشهد له كل من حضر، وهذا دليلٌ على أنّه ميلاد خير البشر.



غاب الربيع لكن زهره لم يذبل


في الختام، في يوم ميلادك يا نبي الله يقف المسلمون صفًا واحدًا موحدين متحابين ينتمون إلى نبيهم العظيم الذي اصطفاه الله تعالى من بين جميع العباد ليُكلفه حمل الرسالة وتبليغ الأمانة، وليس غريبًا أن يشعر المسلمون في كل عام تمر فيه ذكرى ميلاد النبي أنّ هذا اليوم هو خاصٌ بهم جميعًا؛ لأنّه يملأ قلوبهم بالصفاء والبهجة وحب الحياة.

جلينار
09-27-2023, 04:53 PM
شكر الله على نعمة المولد والرسالة
يجب شكر الله -تعالى- علينا بأن أكرمنا برسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا يمكن حصره ولا بلوغه، وإن أولى مقامات هذا الشكر والمحبة هو مقام الامتثال والانقياد لأمر الله -تعالى- وأمر رسوله، واجتناب نواهيه والحذر من معصيته، لقوله -تعالى-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[٤]
كما أنّ تجديد مواسم الفرح بنعم الله -تعالى- وفضله على خلقه يدل على الإقرار بهذا الفضل والنعمة، وهو أمر من الله -تعالى- لعباده بتكرار هذه المواسم وتعاهُدها، قال الله -تعالى-: (قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا).[٥][٦]
وقد بين -تعالى- أن نفحاته في الأيام العظيمة تستوجب الصّبر على الطاعة، وكثرة الذكر والشكر له -سبحانه-، قال -تعالى-: (وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّـهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ)،[٧]
وقال -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)،[٨] ونعمة مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تقارنها نعمة. محبة النبي في الكتاب والسنة إنّ محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصل من أصول الإيمان؛ لأنّ المحبة القلبية هي أُولى علامات الإقرار والاعتراف بفضل المحبوب ودليل على مكانته في قلب المُحب.
ومن هنا جاء قول الرسول الكريم: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ)،[٩] فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو المعصوم الذي يتعلق فلاحنا ونجاتنا باتباعه، فيجب أن تغلب محبته محبة كل أحدٍ من الخلق، حتى لو كان الوالد أو الابن الذين فطر الله الخلق على محبتهما
.[١٠] وهذه المحبّة ما هي إلا ردٌّ لبعض الجميل، نقابل به فضلَ رسول -صلى الله عليه وسلم- علينا؛ لأنه بذل من جهده وراحته ما يعجز عنه أصبر الرجال، وحرص على مصير أمته وتبليغها رسالة ربها، قال -تعالى-: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ).[١١]
مظاهر إحياء ذكرى المولد النبوي
هناك عدّة مظاهر لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف ومنها مايأتي: زيادة ذكر رسول الله والإكثار من الصّلاة عليه والفرح به -صلى الله عليه وسلم-، فقد شرَّف الله -تعالى- بعض أنبيائه وزكّى يوم ولادتهم، فقال على لسان نبيه عيسى -عليه السلام-: (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ)،[١٢] وقال يوم مولد سيدنا يَحيى: (وََسَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ).
[١٣] اجتماع النّاس في بيوت الله وذلك بتلاوة القرآن
، وفصول السيرة النبوية، عن أبي سعيد الخدري عن معاوية -رضي الله عنه- قال: (إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- خَرَجَ علَى حَلْقَةٍ مِن أَصْحَابِهِ، فَقالَ: ما أَجْلَسَكُمْ؟ قالوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ علَى ما هَدَانَا لِلإِسْلَامِ، وَمَنَّ به عَلَيْنَا، قالَ: آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ؟ قالوا: وَاللَّهِ ما أَجْلَسَنَا إلَّا ذَاكَ، قالَ: أَما إنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فأخْبَرَنِي، أنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بكُمُ المَلَائِكَةَ).[١٤]
التصدُّق والإحسان إلى الفُقراء
لعموم جواز هذا الأصل في قوله -تعالى- في مدح عباده المقربين: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).[١٥]
توزيع الحلوى
وإظهار بعض شعارات الاحتفال بالمولد؛ لاندراجها تحت الدليل العام لتعظيم شعائر الله، والفرح برسوله -صلى الله عليه وسلم-. إنشاد أشعار المديح والتوقير والمحبة لرسول الله ثبت عن حسان بن ثابت -رضي الله عنه- قال: (مَرَّ عُمَرُ في المَسْجِدِ وحَسَّانُ يُنْشِدُ فَقالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وفيهِ مَن هو خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ التَفَتَ إلى أبِي هُرَيْرَةَ، فَقالَ: أنْشُدُكَ باللَّهِ، أسَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: (أجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أيِّدْهُ برُوحِ القُدُسِ؟) قالَ: نَعَمْ).

جلينار
09-27-2023, 04:56 PM
Vqfy4ScRXFQ

جلينار
09-27-2023, 04:59 PM
Fqmur4a9TdA

جلينار
09-27-2023, 05:00 PM
jY963aC_OQA

ميس
09-28-2023, 08:17 AM

صلّت عليك قلوبٌ أنت تسكنها
وسلّم الناسُ قاصيها ودانيها

اللهم أحينا على سنته
وأمتنا على ملته
واحشرنا في زمرته
واسقنا من يده الشريفة
شربةً لا نظمأ بعدها أبدًا
اللهم آمين


بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاء جيلو❤️

وكل عام وأنت بخير❤️

سمارة
09-29-2023, 03:46 PM
إنما بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق
حديث شريف

جزاك الله كل الخير اختي الغالية جلينار
الله يرزقنا واياكم رفقة سيدنا محمد الفردوس الاعلى من الجنة ❤️

93160


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

❤️❤️

Muhammad (pbuh) by sami yusuf

dlJfX4rsrJg

كاسيوبيا
09-30-2023, 07:46 AM
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

فداك أبي وأمي يا رسول الله


جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك 🌺🌺

عبد الحميد 19
12-09-2023, 05:32 PM
جزاك الله كل الخير والبركات اختي الكريمه