السها
02-20-2023, 12:23 PM
قصة ليلى أكلت الذئب (2)
...و في ارتعاب و مهابة طلبت من ليلى اصطحابها لمقابلته،علها تجد حلا لهذا الغموض و تستثبت القصة من عدمها ..غادرت العجوز وحفيدتها الى المرج الذي يقع على مشارف الغابة ، اين وجدت اصدقاء ليلى بانتظارها هناك ...قبعت تنتظر و لم يطل انتظارها طويلا حتى هتف الاطفال“ قد جاء العم الودود ،قد جاء ذو اللحية الشعثاء“ لكنها لم تلمح سوى ظلا يتوارى ، محاولا التخفي خلف الاشجار.. غير ان الجدة و في ذهول مباغت ذهبت خلفه تناديه وما ان وصلت اليه حتى تلقفتها العتمة و ابتلعها المكان ....ظلت ليلى و الاطفال يرتقبون عودتها لكن عبثا فقد اشفت الشمس على الغروب و لا امل البتة في ظهورها ...رد الاطفال الى مساكنهم يسردون ما حدث لأهاليهم و عادت ليلى تعتريها مشاعر ممزوجة بالخوف و الرعب و الاسى تحاول ان تروي في جزع ما جرى لجدتها لكن الصدمة افقدتها الكلام...انتفضت القرية ليلتها و جند رجالها للتقصي عن الجدة و البحث عن رجل الغابة المجهول و لم تفلح مساعيهم التي دامت مقدارا من الزمن ...فاعتبرت العجوز ميتة...و عدّت ثاني اسوء جرم في القرية بعد ما فقدت حفيدة صديقتها قبل عدة اعوام في حادثة تكاد تكون مشابهة ،ساد الحزن بعد الفاجعة الاخيرة التي ألمّت بالمنطقة ، اما ليلى فما انفكت تنتظر رجوع جدتها و كانت تتأهب مع كل طارق و هال معتقدة اياه هي ...مرت الايام و صاحبة الرداء الاحمر على يقين ان الجدة لا تزال في الغابة و انها ستعود يوما ما ، كان اعتقادها الشيئ الوحيد الذي يجعلها تتشبث بالحياة ،فلم تشأ العائلة استبدال ظنها بالحقيقة خشية ان تعجز عن النطق مجددا ...مضى الزمن و بدأ جرح فقدان الجدة يلتئم و عادت الحياة الى نصابها من جديد .. الا جرح ليلى فقد كان مصابها اكثر من ان تتحمله صبية في مثل عمرها ...وبما ان الرجل الغريب لم يظهر له طرف بعد الحادثة ، استشعر بعض الامان في القرية مما سنح للأهالي عتق الصغار للمرح... مع هذا لم يعد لدى الطفلة ذاك الاشتياق للعب كسابق عهدها ،فتور متعة مبكر تمر به ، و امسكت عن مغادرة المنزل رغم إلحاح والدتها و جدها..لكنها تأبى الانضمام الى اقرانها ...حتى الذئب الذي كان يلازمها حزه فراق صاحبته فعزف عن الاكل حتى اصابه العجف والشحوب... تغير كل شيئ الى الاسوء و هي لا تدرك ما يجب فعله حيال ما يحدث معها ....خاصة بعد ما كان شبح جدتها يتراءى لها في سكون الليل و ظلمته خلف نافذة غرفتها يدعوها بصوت خافت“ ليلى تعالي ساعديني“...ثم يمتزج مع الدهمة الى ان يستتر...فتترجل غرفتها صوب باب المنزل في صياح و صريخ ، حتى يغشى عليها ...كل هذا امام ناظري امها و جدها اللذان لم يجدا سبيلا للتخفيف من معانات الصغيرة ، فهما لا يفهمان ما يجري معها ، كانت صديقة الجدة و عائلتها يأتيانهما بين الفينة و الاخرى لتفقد حال ليلى و رأت بعد ما احتدّ الوضع بها ابعادها عن القرية و ارسالها الى عمها في البلدة امثل حل لحالتها ... “ سوف اصحبها ان شئتما “ هكذا اردف حفيد العجوز مكملا حديث جدته ، و لانه يساعد اباه في التحطيب و يبيعا ما حصّلاه في سوق البلدة ، كان من السهل عليه انجازهذه المهمة ، فهو سيظل رهن المساعدة دائما كما قال لهما ،...انشرح الاب لما سمعه من فتاه الذي يريد ان يتبوأ المسؤولية وحده و عرض عليه المساعدة .. انقلبت ملامح العجوز فجأة و ظهر عليها بعض الجزع و الاضطراب ....و هي تعاين ابنها استطردت ، “ بعد غد سوف نصحبها معا ...و هذا الغر المتأمل ، لديه اشغال كثيرة هنا عليه ان يقضيها اولا “ ثم استأذنت بالمغادرة على عجل..و في المساء الذي سبق يوم الارتحال عاد الشبح الى ليلى يستعطفها مجددا بإلحاح “ ليلى تعالي ساعديني “ و هنا قررت و في طيش منها تجاوز خوفها و تلبية الاستغاثة ، و في غفوة من اهل البيت و هم رقود ، تسحبت الى المطبخ و اخذت سلتها الصغيرة الملئ ببعض الخبز و الكعك ،ثم لبست رداءها الاحمر و اوقدت قنديلا لتشق به طريقها في غياهب الليل الى الغابة...و هكذا استهلت ليلى رحلتها بأول خطوة تلت عتبة البيت ...( يتبع)
بقلمي ( حجايجي سها)
...و في ارتعاب و مهابة طلبت من ليلى اصطحابها لمقابلته،علها تجد حلا لهذا الغموض و تستثبت القصة من عدمها ..غادرت العجوز وحفيدتها الى المرج الذي يقع على مشارف الغابة ، اين وجدت اصدقاء ليلى بانتظارها هناك ...قبعت تنتظر و لم يطل انتظارها طويلا حتى هتف الاطفال“ قد جاء العم الودود ،قد جاء ذو اللحية الشعثاء“ لكنها لم تلمح سوى ظلا يتوارى ، محاولا التخفي خلف الاشجار.. غير ان الجدة و في ذهول مباغت ذهبت خلفه تناديه وما ان وصلت اليه حتى تلقفتها العتمة و ابتلعها المكان ....ظلت ليلى و الاطفال يرتقبون عودتها لكن عبثا فقد اشفت الشمس على الغروب و لا امل البتة في ظهورها ...رد الاطفال الى مساكنهم يسردون ما حدث لأهاليهم و عادت ليلى تعتريها مشاعر ممزوجة بالخوف و الرعب و الاسى تحاول ان تروي في جزع ما جرى لجدتها لكن الصدمة افقدتها الكلام...انتفضت القرية ليلتها و جند رجالها للتقصي عن الجدة و البحث عن رجل الغابة المجهول و لم تفلح مساعيهم التي دامت مقدارا من الزمن ...فاعتبرت العجوز ميتة...و عدّت ثاني اسوء جرم في القرية بعد ما فقدت حفيدة صديقتها قبل عدة اعوام في حادثة تكاد تكون مشابهة ،ساد الحزن بعد الفاجعة الاخيرة التي ألمّت بالمنطقة ، اما ليلى فما انفكت تنتظر رجوع جدتها و كانت تتأهب مع كل طارق و هال معتقدة اياه هي ...مرت الايام و صاحبة الرداء الاحمر على يقين ان الجدة لا تزال في الغابة و انها ستعود يوما ما ، كان اعتقادها الشيئ الوحيد الذي يجعلها تتشبث بالحياة ،فلم تشأ العائلة استبدال ظنها بالحقيقة خشية ان تعجز عن النطق مجددا ...مضى الزمن و بدأ جرح فقدان الجدة يلتئم و عادت الحياة الى نصابها من جديد .. الا جرح ليلى فقد كان مصابها اكثر من ان تتحمله صبية في مثل عمرها ...وبما ان الرجل الغريب لم يظهر له طرف بعد الحادثة ، استشعر بعض الامان في القرية مما سنح للأهالي عتق الصغار للمرح... مع هذا لم يعد لدى الطفلة ذاك الاشتياق للعب كسابق عهدها ،فتور متعة مبكر تمر به ، و امسكت عن مغادرة المنزل رغم إلحاح والدتها و جدها..لكنها تأبى الانضمام الى اقرانها ...حتى الذئب الذي كان يلازمها حزه فراق صاحبته فعزف عن الاكل حتى اصابه العجف والشحوب... تغير كل شيئ الى الاسوء و هي لا تدرك ما يجب فعله حيال ما يحدث معها ....خاصة بعد ما كان شبح جدتها يتراءى لها في سكون الليل و ظلمته خلف نافذة غرفتها يدعوها بصوت خافت“ ليلى تعالي ساعديني“...ثم يمتزج مع الدهمة الى ان يستتر...فتترجل غرفتها صوب باب المنزل في صياح و صريخ ، حتى يغشى عليها ...كل هذا امام ناظري امها و جدها اللذان لم يجدا سبيلا للتخفيف من معانات الصغيرة ، فهما لا يفهمان ما يجري معها ، كانت صديقة الجدة و عائلتها يأتيانهما بين الفينة و الاخرى لتفقد حال ليلى و رأت بعد ما احتدّ الوضع بها ابعادها عن القرية و ارسالها الى عمها في البلدة امثل حل لحالتها ... “ سوف اصحبها ان شئتما “ هكذا اردف حفيد العجوز مكملا حديث جدته ، و لانه يساعد اباه في التحطيب و يبيعا ما حصّلاه في سوق البلدة ، كان من السهل عليه انجازهذه المهمة ، فهو سيظل رهن المساعدة دائما كما قال لهما ،...انشرح الاب لما سمعه من فتاه الذي يريد ان يتبوأ المسؤولية وحده و عرض عليه المساعدة .. انقلبت ملامح العجوز فجأة و ظهر عليها بعض الجزع و الاضطراب ....و هي تعاين ابنها استطردت ، “ بعد غد سوف نصحبها معا ...و هذا الغر المتأمل ، لديه اشغال كثيرة هنا عليه ان يقضيها اولا “ ثم استأذنت بالمغادرة على عجل..و في المساء الذي سبق يوم الارتحال عاد الشبح الى ليلى يستعطفها مجددا بإلحاح “ ليلى تعالي ساعديني “ و هنا قررت و في طيش منها تجاوز خوفها و تلبية الاستغاثة ، و في غفوة من اهل البيت و هم رقود ، تسحبت الى المطبخ و اخذت سلتها الصغيرة الملئ ببعض الخبز و الكعك ،ثم لبست رداءها الاحمر و اوقدت قنديلا لتشق به طريقها في غياهب الليل الى الغابة...و هكذا استهلت ليلى رحلتها بأول خطوة تلت عتبة البيت ...( يتبع)
بقلمي ( حجايجي سها)