تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مِفتاحُ الجِنَط


حـيـــــآة ❤
02-18-2023, 03:55 PM
‏مِفتاحُ الجِنَط .. 🔧

‏في خَمسينيّاتِ القرنِ الماضِي كانَ سائقُ سيارةِ تاكْسي عُمومِي يُدعَى (أبُو خَالِد) ينقلُ الرّكّابَ مِنَ القدسِ إلى الخَليلِ وبالعكِسِ
‏وذاتَ يومٍ مِن أيَّامِ صيفٍ حارٍّ انطلقَ أبُو خالدٍ برُكّابِهِ منْ القدس باتجاه الخليل وعلى مفرقِ (بيتِ فجار) فأشارَ لهُ راكِبٌ فتوقّفَ، وقالَ للركَّابِ في الكُرسيِّ الخلفِيِّ
‏‏- "دبِّرُوه عُندكُم، حَرام الدُّنيا حَر كَثير.. "
‏فاعترضَ أحدُ الركابِ، وكانَ يرتَدِي طَقْمًا وربطةَ عنقٍ أنيقةً، حيثُ قالَ للسائِقِ:
‏- المقعدُ الخَلفِيّ فِيهِ ثلاثةُ رُكّابٍ ومُكتَمل
‏ فزَجَرَه أبُو خالدٍ قائِلًا:
‏- "لا تِفتحْ تِمّك بِحَرف واحَد يا أفَندِي، بِدُّو يطْلع غَصبٍ عنْك .. وإِذا ضَلّيت تِحْكِي، بَفج راسَك" (ولوّحَ بِمفْتاحِ الجِنَط)
‏صمتَ الرَّجلُ الأَفَندِي مُرْغَمًا وصَعَد الرّاكِبُ..
‏انْطَلقَ أبو خالِدٍ بِسيارَتِه إِلَى أنْ وصَلَ إِلى (بيتْ أمر) فأشَارَ لهُ راكِبٌ آخَر، فتَوقّفَ، وقالَ للرُّكَّابِ في المَقعَدِ الخلفِيِّ:
‏- "دَبرُوه عِندكم، حَرام.. الدُّنيا حَر كثير.."
‏فعادَ الرُّجُلُ الأنيقُ نفسُهُ ليعترِضَ، فكَرَّرَ أبُو خالدٍ تهدِيدَهُ
‏‏‏- "شُو ما رَحْ تُسكتْ يا أفَندِي!؟ إلَّا فج راسَك.. انكبْ سكوتْ ولا كلمةْ"
‏صَعدَ الرجلُ الخامِسُ فجَلسَ معَ الرُّكَّابِ وزادَ ضيقُهُم، كوعُ هذا بصدرِ ذاكَ وعِظامُهم تكادُ تتحطّمُ، حتى وصلوا إلى الخَليلِ
‏وفي اليومِ التالِي ما إنْ صفَّ أبو خالدٍ سيارَتَه في كراجِ القدسِ ‏حتى أحاطَتْ بهِ الشرطَةُ وكلبَشُوهُ وسَاقُوهُ إلى المحكمةِ لأسبابٍ مجهولةٍ
‏رُغمَ صِراخِهِ وسُؤالهُ المتكررُ: "ليشْ، شُو مساوي"..
‏فكانَ الردُّ مُختصَرًا:
‏- "هَلَّأ القاضِي بيقُلك شُو عامِل!…"
‏وعندمَا وقفَ أمامَ القاضِي كانتِ المفاجأةُ.. إِنَّهُ الرجلُ الأفندِي الأنيقُ نفسُهُ الذي كانَ مَعهُ يومَ أمسِ، وأهانَهُ وهدَّدَهُ بِمفْتاحِ الجِنَط ..
‏قالَ لهُ القاضِي:
‏إيهْ يا أبُو خالدٍ بعدك بِدَّك تِفج راسِي بمِفتاحِ الجِنط!؟
‏فضَحَكَ أبُو خالدٍ وقالَ:
"‏واللَّهِ يا سَيِّدِي إمبارِح كانَ مِفتَاحُ الجِنَط بإيدِي واليومُ صارَ بإيدِك.
‏وأنتَ ومروَّتِكَ يا راعِي المُروّه … "
‏فضَحكَ القَاضِي حتّى كادَ يسقطُ عنْ كُرسيِّهِ، وقالَ:
‏- روحْ انقلعْ منْ وَجْهِي ولا عادْ تعيدها.."

‏الحكمةَ منْ القصةِ:
‏إِذا صارَ مفتاحُ الجِنط بإِيدِكَ طَوّلْ بالِكَ وهَدِّي شَوَي. فاليومُ المفتاحُ بإيدِك، بُكرا بيصير بإيد غيرِك والحياةُ دوَّارَةُ … وعُمرُ المفتاحِ ما دامَ لأحَد.‏
(منقول)

الغريب
02-18-2023, 03:56 PM
جزااكم الله خير
مشرفتنا حياة
ربي يحفظك على مجهودك

امل مفقود
02-19-2023, 06:27 AM
يعطيك العافية عَ الآنتقاء الرائِع
دامت صفحاتك بهذا الرُقي وَ الجمَال
لقلبك تلال السَعادة.