المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتقنطوا من رحمة الله


الغريب
02-02-2023, 04:48 AM
( لا تقنطوا من رحمة الله ))
الخُطْبَةُ الأُولَى :
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أما بعد عباد الله :
اتقوا الله تعالى واعلموا أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها قالت : " جَاءَتنِي مِسْكِينَة تَحمِل ابنَتَين لها، فَأَطْعَمْتُها ثَلاثَ تَمَرَات، فَأَعْطَت كُلَّ وَاحِدَة مِنْهُما تَمْرَة وَرَفَعتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأكُلَها ، فَاسْتَطْعَمَتْها ابْنَتَاهَا، فَشَقَّت التَّمْرَة ، التي كانت تريد أن تَأْكُلَها ، بينهما،
تقول أم المؤمنين فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرت الذي صَنَعَتْ لرسول الله (صلَّ الله عليهِ و سلَّم) فقال: « إِنَّ الله قَدْ أَوجَبَ لَهَا بِهَا الجَنَّة، أَو أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّار".
إنها رحمة الأم التي مهما حاولنا أن نصفها سنظل عاجزين،.
إلا أن حديثنا اليوم ليس عن تلك الرحمة الفياضة, بل حديثنا عن رحمة ، هي أعظم من هذه الرحمة العظيمة، التي لولا أن الوحي جاء بها ، لما كان للعقل أن يدركها.
قَدِمَ رسُولُ اللَّهِ (صلَّ الله عليهِ و سلَّم) بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْي تَسْعَى، إِذْ وَجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْي أَخَذَتْهُ فَأَلْزَقَتْهُ بِبَطْنِها، فَأَرْضَعَتْهُ، ( الصحابة ينظرون إلى هذا المشهد الذي شد انتباههم ) فَقَالَ رسُولُ اللَّه (صلَّ الله عليهِ و سلَّم): ( أَتُرَوْنَ هَذِهِ المَرْأَةَ طارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟ ) قالوا : لا وَاللَّهِ، فَقَالَ: ( للَّهُ أَرْحَمُ بِعِبادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا .)
أيها المسلم : تَعرِفْ عِظمْ رحمة الله ، حين تسمع قوله (صلَّ الله عليهِ و سلَّم): " جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مئَةَ جُزْءٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وتِسْعِينَ ، وَأَنْزَلَ في الأَرْضِ جُزْءًا واحِدًا ، فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَراحمُ الخَلائِقُ، حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ ولَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ" . فكل مشاهد الرحمة التي نراها ، هي جزء من مئة جزء من رحمة الرحيم سبحانه.
فيا أيها المريض ويا أيها المكروب ؛ اعلم أن من قَدّرَ عليك ذلك ، هو أرحمُ بكَ من أمك وأَبيك ، والناس أجمعين.
ويا أيها المذنب المقصر؛ اعلم أنك تَعصي الربَّ الرحيم ، الذي يتودد إليك بالنعم ، لتعود إليه وتؤوب , وهو الغني عنك سبحانه.
أخي الحبيب : حينما تسمع قوله (صلَّ الله عليهِ و سلَّم): ( إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ يوم القيامة، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ ، قالَ : سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا ، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ : ( هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.)
تعرف رحمة الله حين تسمع قول الله تعالى ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا غڑ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .)
الله جل في علاه ، ينادي المسرفين من عباده ، وهو الغني عنهم وعن عبادتهم, ويدعوهم أن لا يقنطوا من رحمة الله ، ليخبرهم أنه يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم
اللهم املأ قلوبنا إيماناً برحمتك ، ويقينا بكرمك وفضلك ، يا أرحم الراحمين.
م ن

الغريب
02-07-2023, 10:27 AM
✋✋

امل مفقود
02-08-2023, 03:07 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
انتقاء رائع سلمت الانامل
https://nkhufuq.net/vb/images/smilies/0%20(77).gif

الغريب
02-08-2023, 04:40 AM
منوره
امل مفقووود
شاكر مرورك العطر
دمتي بسعاده